الخميس، 27 نوفمبر 2014

رسالة اعتذار

تجلس بالقرب من النافذة ترسل النظر ما بين القمر والنجوم
وهل إذا أطل القمر وخيم شيء من الغيم لا تُدرك النجوم
الليلة هادئة لكن بداخلها بعض ضجيج ، باردة تسري في البدن قشعريرة برعشة مهيبة
تتذكر الأمس
واليوم والغد
ها هي في هذه الليلة بين الأمس والغد تقف
كيف ينسى الإنسان عمره الماضي ومن رحمه ولد
وأنّى له ان لا ينظر للغد والأمل والحياة وفي نفسه رمق
الأوراق مبعثرة بالقرب من مقعدها على طاولة سوداء
تتردد في الإمساك بالقلم
القلم الذي طالما داعبت أصابعها قوامه لينسكب حبره فيلون الصفحات بالأمل أو بالحزن
ترمي القلم
تذرع الغرفة جيئة وذهاباً
كم يطول الليل في انتظار الصباح مع انه هو ذاته
ما يتغير هو احساسنا به
فنحن من نسابق الدقائق والساعات
أو نحملها بثقل الوجوم على قلوبنا فلا تكاد تنفذ العد
ساعة ، ساعتان
ثلاثة ،أربع
ما زال يطول الليل وما انبثق شعاع النهار
وتلك النجمة ما تزال تحكي لها :هناك أيضا من ينال منه السهر
تتنهد
ترسم خطوطا ودوائر تعرجات ومتاهات وتحيك في رأسها بعض المؤامرات
ستدفن الحقد والهم ذات ليلة ستقتل اليأس ستشرد الضياع الذي يحكم عليها بالفشل لتردم كل هذا في
في ثرى الجنينة ، ستزرع زهرة ليس لها أحراش
لفحتها نسمة برد قارصة أيقظتها من الأحلام
وما يزال الوقت بين الأمس والغد
أمسكت القلم لتكتب
أيها الأمس الغائب إليك اعتذاري فكيف نغفل ماضياً نخرج من رحمه وندين له بالعرفان
ويا أيها الليل الخديج عفوك فيك يخيم الشجن و السكون وكـأنما ولدت من رحم عاق فلم تولد إلا بضعف يشل غدي المفتوق منك
وكأنها بدأت تهدي ودب فيها النعاس
كانت تريد أن ترسل رسالتها للأمس والملامح الغامضة للغد للشمس والقمر .. لكنها كانت قد غفت
وفي الصباح استيقظت قلقة لتبحث بارتباك عن أثر للورقة لترسلها كما تريد عبر ضوء الفجر لليل والصباح
كانت الرياح قد سافرت بالأوراق وقد انتصف النهار وغاب الليل و الصباح و السهر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق