زيديني عشقاً - نزار قباني
زيديني عشقًا زيديني يا أحلى نوبات جنوني زيديني
يا سفر الخنجر في خاصرتي يا غلغلة السكين
زيديني غرقا يا سيدتي ان البحر يناديني
زيديني موتا عل الموت اذا يقتلني يحييني
جسمك خارطتي
ما عادت خارطة العالم تعنيني
أنا اقدم عاصمة للحزن
وجرحي نقش فرعوني
وجعي يمتد كبقعة زيت
من بيروت الى الصين
وجعي قافلة ارسلها خلفاء الشام الى الصين
في القرن السابع للميلاد
وضاعت في قم تنين
عصفورة قلبي نيساني
يا رمل البحر وياغابات الزيتون
يا طعم الثلج وطعم النار
ونكهة كفري ويقيني
أشعر بالخوف من المجهول فآويني
أشعر بالخوف من الظلماء فضميني
أشعر بالبرد فغطيني
احكيلي قصصا للأطفال
اضطجعي قربي غنيلي
فأنا من بدء التكوين
أبحث عن وطن لجبيني
عن شعر امرأة يكتبني
فوق الجدران ويمحوني
عن حب امراة
يأخذني لحدود الشمس ويرميني
عن شقة امرأة تجعلني
كغبار الذهب المطحون
نوارة عمري , مروحتي , قنديلي , بوح بساتيني
مديلي جسرا من رائحة الليمون
وضعيني مشطا عاجيا
في عتمة شعرك وانسيني
يدهشني حبك
مثل حصان قوقازي مجنون
يرميني تحت حوافره
يتغرر في ضوء عيوني
زيديني عنفا زيدي
يا أحلى نوبات جنون
من أجلك أعتقت نسائي
وشطبت شهادة ميلادي
وقطعت جميع شراييني
ممنوعةٌ انتِ - نزار قباني
ممنوعة أنت من الدخول يا حبيبتي عليه
ممنوعة أن تلمسي الشر اشف البيضاء أو أصابعي الثلجيه
ممنوعة أن تجلسي ..أو تهمسي ..أو تتركي يديك في يديه
ممنوعة أن تحملي من بيتنا في الشام ..
سرباً من الحمام
أو فلة ..أو وردةً جوريه
ممنوعة أن تحملي لي دمية أحضنها ..
أو تقرأي لي قصة الأقزام والأميرة الحسناء والجنيه ..
ففي جناح مرضى القلب يا حبيبتي ..
يصادرون الحب والأشواق والرسائل السريه ..
لا تشهقي ..إذا قرأت الخبر المثير في الجرائد اليوميه
قد يشعر الحصان بالإرهاق يا حبيبتي
حين يدق الحافر الأول في دمشق
والحافر الآخر في المجموعة الشمسيه
تماسكي ..في هذه الساعات يا حبيبتي
فعندما يقرر الشاعر أن يثقب بالحروف ..
جلد الكرة الأرضيه ..
وأن يكون قلبه تفاحةً
يقضمها الأطفال في الأزقة الشعبيه ..
وعندما يحاول الشاعر أن يجعل من أشعاره
أرغفةً ..يأكلها الجياع للخبز وللحريه
فلن يكون الموت أمراً طارئاً ..
لأن من يكتب يا حبيبتي ..
يحمل في أوراقه ذبحته القلبيه ..
أرجوك أن تبتسمي .. أرجوك أن تبتسمي ..
يا نخلة العراق ، يا عصفورة الرصافة الليليه
فذبحة الشاعر ليست أبداً قضية شخصيه
أليس يكفي أنني تركت للأطفال بعدي لغةً
وأنني تركت للعشاق أبجديه ..
أغطيتي بيضاء..
والوقت ،والساعات ، والأيام كلها بيضاء
وأوجه الممرضات حولي كتب أوراقها بيضاء
فهل من الممكن يا حبيبتي؟
أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساء
فمنذ شهرٍ وأنا ..أحلم كالأطفال أن تزورني
فراشة كبيرة حمراء..
أطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلام..
أطلب أيامي التي ليس لها أيام
أسألهم برشامةً تدخلني في عالم الأحلام
حتى حبوب النوم قد تعودت مثلي على الصحو ..فلا تنام..
إن جئتني زائرةً..
فحاولي أن تلبسي العقود ،والخواتم الغريبة الأحجار
وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجار..
وحاولي أن تلبسي قبّعةً مفرحةً كمعرض الأزهار
فإنني سئمت من دوائر الكلسِ ..ومن دوائر الحوّار..
ما يفعل المشتاق يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديّه
وبيننا الأبواب ،والحرّاس ،والأوامر العرفيه..
وبيننا أكثر من ألف سنةٍ ضوئيه..
ما يفعله المشتاق للحبّ ،وللعزف على الأنامل العاجيّه
والقلب لا يزال في الإقامة الجبريّه..
لا تشعري بالذنب يا صغيرتي .. لاتشعري بالذنب..
فإنّ كل امرأةٍ أحببتها..
قد أورثتني ذبحةً في القلب.
وصيّة الطبيب لي :
أن لا أقول الشعر عاماً كاملاً..
ولا أرى عينيك عاماً كاملاً ..
ولا أرى تحوّلات البحر في العين البنفسجيّه
اللّه ..كم تضحكني الوصيّه ..
مدرسة الحب - نزار قباني
علمني حبك ..أن أحزن
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لامرأة.. تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني أخرج من بيتي
في الليلة ألاف المرات..
و أجرب طب العطارين..
و أطرق باب العرافات..
علمني ..أخرج من بيتي..
لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك..
في الأمطار..
و في أضواء السيارات..
و أطارد ثوبك..
في أثواب المجهولات
و أطارد طيفك..
حتى..حتى..
في أوراق الإعلانات..
علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
هو كل الأوجه و الأصواتْ
أدخلني حبكِ.. سيدتي
مدن الأحزانْ..
و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
مدنَ الأحزان..
لم أعرف أبداً..
أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزنٍ
ذكرى إنسانْ..
علمني حبكِ..
أن أتصرف كالصبيانْ
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
و على أشرعة الصيادينَ
على الأجراس, على الصلبانْ
علمني حبكِ..كيف الحبُّ
يغير خارطة الأزمانْ..
علمني أني حين أحبُّ..
تكف الأرض عن الدورانْ
علمني حبك أشياءً..
ما كانت أبداً في الحسبانْ
فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
دخلت قصور ملوك الجانْ
و حلمت بأن تزوجني
بنتُ السلطان..
تلك العيناها ..
أصفى من ماء الخلجانْ
تلك الشفتاها..
أشهى من زهر الرمانْ
و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
علمني كيف يمر العمر..
و لا تأتي بنت السلطانْ..
علمني حبكِ..
كيف أحبك في كل الأشياءْ
في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
مساءً..قهوتنا السوداءْ..
علمني حبك أن آوي..
لفنادقَ ليس لها أسماءْ
و كنائس ليس لها أسماءْ
و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
علمني حبكِ..كيف الليلُ
يضخم أحزان الغرباءْ..
علمني..كيف أرى بيروتْ
إمرأة..طاغية الإغراءْ..
إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
أجمل ما تملك من أزياءْ
و ترش العطر على نهديها
للبحارةِ..و الأمراء..
علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمينْ..
في طرق الروشة و الحمرا
علمني حبك أن أحزنْ..
و أنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزنْ..
لامرأة تجمع أجزائي..
كشظايا البلور المكسور..
المستبدة - كريم العراقي
مستبدة
قالت لكل الأصدقاء
هذا الذي ما حركته أميرة بين النساء
راهنتكم سيستدير كخاتم في إصبعي
ويشب نارًا لو رأى شخصًا معي
سترونه بيدي أضعف من ضعيف
سترونه ما بين أقدامي كأوراق الخريف
الويل .. يا مستبدة
الويل لي من خنجر طعن المودة
الويل لي كم نمت مخدوعًا على تلك المخدة
الويل لي من فجر يوم ليتني ما عشت بعده
قسمًا بجرحي لن تري دمعًا يسيل
سترين معنى الصبر في جسدي النحيل
أرأيت قبل اليوم عرسًا للقتيل
في ثورة الأحزان في صبري العليل
تلك التي أسميتها تاج النساءِ
أسفاه كانت ذات يومًا في دمائي
تبًا لعينيها حسبتهما سمائي
أنا خانني صدقي ودمرني وفائي
ومددت كفي كي أصافح صدمتي
شكرًا لجرحًا فيه كانت صحوتي
هذا الذي فعلته فيّ حبيبتي
ثمنا لإخلاصي لها ومحبتي
الويل لي
إني أعاني إني أموت إني حطام
حاشاك عمري أن أفكر بانتقام
أحني لك رأسي بحب واحترام
الويل لي الويل لي
احبك والبقية تأتي - نزار قباني
حديثكِ سُجّادة فارسيّة ..
وعيناكِ عُصفورتان دمشقيّتان ..
تطيران بين الجدار وبين الجدار ..
وقلبي يسافر مثل الحمامة بين يديكِ ،
ويأخذ قيلولةً تحت ظلّ السوار ..
* * *
وإنّي أحبّكِ ..
لكن أخافُ التورط فيكِ ،
أخاف التوحد فيكِ ،
أخاف التقمّص فيكِ ،
فقد علمتني التجارب أن أتجنّب عشق النساء ،
وموج البحار ..
أنا لا أناقش حبّكِ .. فهو نهاري ..
ولستُ أناقش شمس النهار ..
أنا لا أناقش حبّكِ ..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي .. وفي أي يوم سيذهب ..
وهو يحدد وقت الحوار ، وشكل الحوار ..
* * *
دعيني أصبّ لكِ الشاي ،
أنتِ خرافيّة الحسن هذا الصباح ،
وصوتكِ نقشٌ جميل على ثوبِ مراكشيّة ..
وعِقدكِ يلعب كالطفل تحت المرايا ..
ويرتشف الماء من شفة المزهريّة ..
دعيني أصبّ لكِ الشاي ، هل قلتُ إني أحبّكِ ؟
هل قلتُ إنّي سعيدٌ لأنكِ جئتِ ..
وأن حضوركِ يسعد مثل حضور القصيدة ..
ومثل حضور المراكبِ ، والذكريات البعيدة ..
* * *
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحبُ فيكِ ..
دعيني ، أعبّر عمّا يدور ببالِ الفناجين ،
وهي تفكّر في شفتيكِ ..
وبالِ الملاعق ، والسكريّة ..
دعيني أضيفُكِ حرفًا جديدًا ..
على أحرف الأبجديّة ..
دعيني أناقض نفسي قليلاً ..
وأجمع في الحبّ بين الحضارة والبربريّة ..
* * *
- أأعجبكِ الشايُ ؟
- هل ترغبين ببعض الحليب ؟
- وهل تكتفين - كما كنتِ دومًا - بقطعة سكر ؟
- وأمّا أنا فأفضّل وجهكِ من غير سكّر ..
أكرر للمرة الألف أني أحبّكِ ..
كيف تريدينني أن أفسِّر ما لا يفسَّر ؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني ؟
وحزني كالطفلِ .. يزداد في كلّ يوم جمالاً ويكبر ..
* * *
دعيني أقولُ بكلّ اللغات التي تعرفين ولا تعرفين ..
أحبّكِ أنتِ ..
دعيني أفتّش عن مفرداتٍ ..
تكون بحجم حنيني إليكِ ..
وعن كلماتٍ .. تغطّي مساحة نهديكِ ..
بالماء ، والعشبِ ، والياسمين ..
دعيني أفكّر عنكِ ..
وأشتاق عنكِ ..
وأبكي ، وأضحكُ عنكِ ..
وألغي المسافةَ بين الخيال وبين اليقين ..
* * *
دعيني أنادي عليكِ ، بكلّ حروف النداءِ ..
لعلّي إذا ما تغرْغرتُ باسمكِ ، من شفتي تولدين ..
دعيني أؤسس دولة عشقٍ ..
تكونين أنتِ المليكة فيها ..
وأصبح فيها أنا أعظمَ العاشقين ..
دعيني أقود انقلابًا ..
يوطّدُ سلطة عينيكِ بين الشعوبِ ،
دعيني .. أغير بالحبّ وجه الحضارة ..
أنتِ الحضارة .. أنت التراث الذي يتشكّل في باطن الأرض منذ ألوف
السنين ..
* * *
أحبّكِ ..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون ،
مثل حضور المياه ،
ومثل حضور الشجر ..
وأنّكِ زهرة دوار شمسٍ ..
وبستان نخلٍ ..
وأغنيةٌ أبحرتْ من وتر ..
دعيني أقولكِ بالصمتِ ..
حين تضيق العبارة عمّا أعاني ..
وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورّط فيها ..
وتغدو القصيدة آنية من حجر ..
* * *
دعيني ..
أقولكِ ما بين نفسي وبيني ..
وما بين أهداب عيني ، وعيني ..
دعيني ..
أقولكِ بالرمزِ ، إن كنتِ لا تثقين بضوءِ القمر ..
دعيني أقولكِ بالبرقِ ،
أو برذاذ المطر ..
دعيني أقدّم للبحرِ عنوان عينيكِ ..
إن تقبلي دعوتي للسفر ..
* * *
لماذا أحبّكِ ؟
إن السفينة في البحر لا تتذكر كيف أحاط بها الماءُ ..
لا تتذكّر كيف اعتراها الدُوار ..
لماذا أحبّكِ ؟
إنّ الرصاصة في اللحم لا تتسائل من أين جائتْ ..
وليستْ تقدم أيّ اعتذار ..
* * *
لماذا أحبّكِ .. لا تسأليني ..
فليس لديَّ الخيار .. وليس لديكِ الخيار
انا وليلى - حسن المرواني
دع عــنــك لــومــي واعزف عن ملامـات إنـــي هـــويـــت سـريـــعاً مــــن معاناتي
ديــنــي الــغــرام ودار الــعــشــق مملكتي قـــيـــس أنـــا وكـــتاب الشعر تـــوراتـــي
مـــا حـــرم الله حـــبـــاً فـــي شـــريعــــته بـــل بـــارك الله أحـــلامـــي الـــبريـــئات
أنــــا لـــــمن طــيــنــة والله أودعـــــــــها روحـــاً تـــرف بـــها عـــذب المـــناجـــاة
دع العــقــاب ولا تــعــــذل بـــفـــاتـــنـــة مـــا كـــان قلـــبي نحـــيت فــي حجـارات
إنـــي بـغـيـر الـــحـــب أخــشــاب يـابسة إنـــي بغــير الـــهـــوى أشـــبـــاه أمـــوات
إنـــي لـفـي بـــلـدة أمـسـى بـســـيـرتهــــا ثـــوب الشـــريـعـة فـــي مـخـرق عـاداتي
يـــا للـتـعـاســـة مـن دعــــوى مـديـنـتـنـا فــيـهـا يـعـد الـهـوى كـبـرى الـخـطـيـئـات
نبض القلوب مــورق عـن قــداســــتــــها تـســمــع أحــاديــث أقــوال الــخــرافــات
عـــــبارة علـــقت فــي كـــل منعـــطــف أعـــوذ بــــالله مــــن تلك الـــحـــمـــاقــات
عـــشـــق الـــبــــنــات حــرام في مدينتنا عــشــق الــبــنــات طــريــق للــغــوايــات
إيـــاك أن تـلـتــقـي يـــومــــاً بــــامــــرأة إيــاك إيــاك أن تـــغـــري الـــحـبـــيـبــات
إن الصــــبابــــة عــار في مــــديـنــتـــنا فــكــيــف لــو كــان حــبــي لــلأمــيــرات
سمـــراء مـــا حــــزنـــي عـمــراً أبـــدده ولــكـــن عـــاشـــق والــحــب مــأســاتــي
الـصـبـح أهـــدى إلـــى الأزهـــار قبلــته والـعـلـقـم الـمــرقــد أمـسـى بـكــاســـاتــي
يا قبلة الـحـب يــا مــن جئت أنـــشدهـــا شـــعـــراً لـــعـــل الــهوى يشفي جراحاتي
ذوت أزهـــار روحـــي وهـــي يــابـسـة مـــاتت أغـــانــي الهوى مـــاتت حكـاياتي
مـــاتت بمحـــراب عينيك ابـــتـــهـالاتي واستسلمت لــــريـــــاح الـــــيأس رايـــاتي
جـفـت عـلـى بـابـك الـمـوصـود أزمـنتي ليلى ومــا أثـــمــــرت شيئاً نـــــداءاتـــــي
أنـــا الـــذي ضاع لي عامان من عمري وبـــاركـــت هــمــي وصـدقت افتراضاتي
عامان مـــا رف لـــي لحـــن على وتـــر ولا استـفــاقــت عــلــى نــور ســمـاواتــي
اعتق الـــحـــب فـــي قلـــبي وأعصـــره فـــأرشـــف الـهـم فـــي مغبرّ كــاســـاتــي
وأودع الـــورد أتـــعــــابـــي وأزرعـــه فــيــروق شــوكــاً يــنــمــو فـي حشاشـاتِ
ما ضر لــو عــانــق النيروز غــابــاتــي أو صــافــح الــظــل أوراقــي الـحـزيـنات
ما ضر لــو أن كــفــــا منك جــــاءتــــنا بـحـقـد تـنـفـض آلامــــي الــمــــريـــــرات
سـنـيـن تـسـع مضت والأحـزان تسحقني ومـــت حـتـى تـنــــاسـتـنـــي صـبـابـاتـــي
تســع على مـــركـــب الأشواق فــي سفر والريح تـعـصـف فـي عـنـف شـــراعــات
طال انتظاري متى كــركـــوك تفتح لــي دربـــــاً إلــيــهــا فــأطــفــي نــار آهــاتــي
متى ستوصلـــني كـــركوك قــــافــلــــتي مــتــى تــرفــرف يـا عــشــاق رايـــاتــــي
غــــداً ســــأذبــــح أحــــزانـــي وأدفنـها غـــداً ســأطــلــق أنــغــامــي الضحـوكات
ولـــــكن نعتني للـــعــــشـــــاق قــــاتلني إذا أعـقـبـت فــــرحـــي شــــلال حـــيرات
فعدت أحمـــل نعــــش الحــــب مكــــتئبا أمـضـي الـبـوادي وأسـمــاري قـصـيـداتي
ممـــــزق أنـــــا لا جـــــاه ولا تــــــرف يـــغـــريـــكِ فـــيَّ فــخــلــيـنـي لآهــاتـــي
لـــو تعصـــريـــن سنين العمــر أكملـــها لــســال مــنــهــا نــزيــف مــن جـراحاتـي
كـــل القناديـــل عـــذب نـــورهـــا وأنـــا تـظـل تـشـكـو نـضـوب الـزيـت مـشــكاتي
لـــــو كنت ذا تـــــرف مـــا كنت رافضة حـبـي... ولـكـن عـسـر الحـال مـــأسـاتـــي
فليمضغ اليـــــأس آمــــالــــي التي يبست ولــيــغــرق الــمــوج يــا ليلى بـضاعـاتـي
عــــــانيت لا حـــــزنــــي أبــــوح بـــــه ولــســت تــدريــن شـيـئـاً عــن معـانــاتـي
أمشـــي وأضـــحـــك يـــا ليلى مـــكابـرةً عـلـّي أخـبـي عـــن الـــنـاس احـتـضاراتي
لا النـــاس تعــرف مــا خطبي فتعــذرني ولا سبــــيل لــــديـــــهم فــــي مــواســاتي
لامـــوا افتتانـــي بـــزرقـــاء العيون ولـو رأوا جــمــال عـيـنـيـك ما لاموا افتتانـاتـي
لــــو لــــم يكن أجمل الألــــوان أزرقـــها مــــا اخـــتـــاره الله لـــونـــاً للــســمـاوات
يــرســو بجفني حــرمــان يمــص دمــي ويــســتــبــيــح إذا شــاء ابــتـــســـامــاتـي
عنـــدي أحــاديــث حـزنٍ كيف أسـطرها تــضــيــق ذرعـــاً بــي أو فــي عبـاراتــي
يــــنزّ مــــن حــــرقتي الــــدمــــع فأسأله لــمــن أبـــثّ تـــبـــاريـــحـــي المريضات
معــذورة أنتِ إن أجهضــت لـــي أمـــلي لا الــذنــب ذنــبــك بــل كــانــت حـمـاقاتي
أضعت في عــرض الصحـــراء قـــافلتي فــمــضــيــت أبـحث في عينيك عن ذاتــي
وجـئـت أحـضـانـك الـخضــراء منتشــياً كالطــفل أحــمل أحــلامـــي الـبـريـــئـــاتِ
أتـــيـــت أحــمــل فــي كــفــيّ أغــنــيــةً أجــتــرهــا كــلــمــا طــالــت مــســافــاتي
حــتــى إذا انبلجــت عــيـنــاك فــي أفــق وطــــرز الفــــجر أيــــامـي الـكـئــــيـباتِ
غــرســـت كـــفـــك تـجـتـثـيـن أوردتــي وتــســحــقــيــن بـــــلا رفــق مــســراتــي
واغربتاه... مضاعٌ هاجـرت سفنـي عنـي ومـــا أبـــحـــرت مـــنـــهـــا شـــراعـــاتي
نُفيــت واستــوطــن الأغــراب فـي بلدي ومــزقــوا كـــل أشــيــائــي الــحــبــيــبـات
خـانتك عينــاك فــي زيــف وفــي كــذب أم غــــرّك الـبــــهـرج الـخداع … مولاتي
تــوغلــي يــا رمــاح الحقــد فــي جسدي ومــزقــي مــا تــبــقــى مــن حــشــاشـاتي
فــراشــة جئت ألــقــي كــحــل أجنحتــي لديـك فـاحـتـرقــت ظــلــمــاً جــنــاحــاتــي
أصيـح والسيف مــزروع بخــاصــرتــي والـغـدر حـطــم آمـــالــي الــعــريــضــات
هل ينمحي طيفك السحري منى خلــدي؟ وهــــل سـتـشـرق عـن صـبــح وجــنــاتـي
هـا أنـت أيضـاً كيـف السبيل إلـى أهلـي؟ ودونـــــهـــــم قـــــفـــــر الــــمــــفــــازات
كتبــــت فــــي كوكــــب المريــــخ لافتة أشــكــو بــهــا الــطــائــر الـمحزون آهاتي
وأنــــت أيضــــــاً ألا تبّـــــــت يــــــداكِ إذا آثــرتِ قـتـلـي واســتــعــذبــت أنّــاتــي
من لـي بحـذف اسمـك الشفـاف من لغتي إذاً ســتــمــســي بـــلا ليلى حــكـــايــاتـــي
الحب المستحيل - نزار قباني
أحبك جدا
واعرف ان الطريق الى المستحيل طويل
واعرف انك ست النساء
وليس لدي بديل
واعرف أن زمان الحبيب انتهى
ومات الكلام الجميل
لست النساء ماذا نقول..
احبك جدا..
احبك جدا وأعرف اني أعيش بمنفى
وأنت بمنفى..وبيني وبينك
ريح وبرق وغيم ورعد وثلج ونار.
واعرف أن الوصول اليك..اليك انتحار
ويسعدني..
أن امزق نفسي لأجلك أيتها الغالية
ولو..ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية..
يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر
أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر
أحبك جدا واعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين
وأترك عقلي ورأيي وأركض..أركض..خلف جنوني
أيا امرأة..تمسك القلب بين يديها
سألتك بالله ..لا تتركيني
لا تتركيني..
فما أكون أنا اذا لم تكوني
أحبك..
أحبك جدا ..وجدا وجدا وأرفض من نار حبك أن أستقيلا
وهل يستطيع المتيم بالحب أن يستقيلا..
وما همني..ان خرجت من الحب حيا
وما همني ان خرجت قتيلا
أحبك جداً
وأعرفُ أني تورطتُ جداً
وأحرقتُ خلفي جميع المراكبْ
وأعرفُ أني سأهزُم جداً
برغم أُلوف النساء
ورغم أُلوف التجاربْ
أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أني بغابات عينيكِ وحدي أحاربْ
وأني كـُكل المجانين حاولتُ صيد الكواكبْ
وأبقى أحبُك رغم اقتناعي
بأن بقائي إلى الآن حياً
أقاوُم حبُك إحدى العجائبْ
أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أني أُغامر برأسي
وأن حصاني خاسرْ
وأن الطريق لبيت أبيكِ
محاصر بألوف العساكرْ
وأبقى أحبُك رغم يقـيـني
بأن التلفُظ باسمكِ كفر
وأني أحاربُ فوق الدفاترْ
أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أن هواكِ انتحارْ
وأني حين سأكمل دوري
سيُرخى علي الستارْ
والقي برأسي على ساعديك
وأعرفُ أن لن يجـئ النهارْ
وأقنعُ نفسي بأن سُقُوطي
قـتيلٍ على شفـتيك انتصارْ
أحبُكِ جداً !
وأعرفُ منذُ البداية بأني سأفشل
وأني خـلال فصُول الرواية سأقـتل
ويحُمل رأسي إليكِ
وأني سأبقى ثلاثين يوماً
مُسجـى كطفلٍ على رُكبتيكِ
وأفرح جداً بروعة تلك النهاية
وأبقى أحبُكِ
أحبكِ جداً ... !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق