الأحد، 7 ديسمبر 2014

فات الميعاد

حينما خسرت حبي الأول .. أدركت بأنني خسرت من حياتي الكثير ..
وتركت كل الأمور من حولي تتشابهة .. 
وتتطابق ..وتصبح موحدة الزي .. بصورة دائمـة..
لم يعد يدهشني الكثير ولا تعجبني الأشياء . 
ولا يسعدني التغيير .. لأن كل محاولات التغيرباءت بالفشل الذريع .. 
كُنت أعلم بأنني بهذة الطريقة كُنت قد أنهيت حياتي ( بقوة ) وليس بضعف 
مقتنعة بأنني لا أحتاج الى كسر هذا الحاجزالذي بنيته مابين وبين الواقع بنفسي . كيف لا وها أنا اصبحت أكثر ناحجاً . واكثرناشطاً واكثر فراغاً ايضاً ..

ليس الامر بيدي .. هكذا كنت ابرر للجميـع..وادعي ..حتى لا يقع اللوم ..حتى ابقى في صفوف المظلومين الذين يستأثرون الشفقة من عيون الاخرين وتتاح لهم الفرص الاكبر دائما من باب الاحسان ..
كنت لا اخجل وانا أستغل كل فرصة تتاح لي..لاعبئ تلك الشقوق التي تصدعت بها جدراني .. 
وأخيراً بعدما حققت كل انواع النجاح كما رغبت.. اصبح الفراغ اكبر ..ولا يطاق 
والحياة اكبر من تتسع فرحتي الكبيرة ..فتبقى مهما فعلت صغيرة جدا ً وجداً .. 
ومهما كبرت تبقى قامتي اقل من ارتفاع السماء. 

وأخيراً علمت بأنني يجب ان لا أتشبع بهذة الشفقة واني علئ أولاً ان اشفق على حالي بدلاً من هولاء الناس المراوون حولي .. 
كبرت كثيراً ولكنني لم اتوسع بالحجم المطلوب لاخفي الحيز الشاغر من حولي .. 

,اخيراً قررت أن أختار هذة المرة الحب .. أن اختار من احب ..
وأن ارسمه اولاً كمخطط ومن ثم ابدا التنفيذ..
ولأنني كنت اصل ..في كل ما رغبت ..لم أشعر بالصعوبة تجاه هذا المخطط بالرغم انه يخص القلب ..
فنحن لا نرسم الاحلام الا كما يستطيع ان يجودبها الواقع . 
او هكذا كنت انا أعلم أين سقفي وابدا بالمضـي..
قررت أن احب وأن اتوج هذا الحب بالزواج .
وبالفعل .. أحببته من قلبي ( بعقل ) وكرست له حياتي ( بعقل ) ..بنفس الخطوات مضيت معه 
تزوجنا .. ولم تنقصنا شيء .. 
اما هو فقد كان يحبني ( بلا تعقل ) وهذا ماكنت اسعى له دائما ..
كنت أؤمن بأنني لن اكون بخيلة ولن اظلمـه .. 
ولكن مع مرور الايام ..شعرت بذلك الفراغ من حولي اكبر والحياة اكبر من اذكر فيها ..
لطالما شعرت بأنني احبه ..كنت لا اغضبـه ولا يعضبني ..
كنا متناصفين .. جداً .. وحقانين كثيراً بصورة جائرة . 
هكذا توصلت في الاخير ..بانني لا يمكن ان استمر في مهزله التمثيل . بأنني تلك المحبـة 

وبذات النبرة الجادة صارحته بأنني احتاج ان اعيد النظر في حياتي معه ..لم يعترض ..
ولم يحتج..
بل كان مسالماً جداً بصورة مرهقة .. طلبت منه أن ننفصل دون فراق ..أن نبقى في ذات المنزل 
بصورة لا توحي للاخرين قصة انفاصلنا وتوثرعلينا حكايات الناس والثرثرة في قرارنا الاخيـر ..

كنا ننام في غرفتين منفصلتين ..لا نقوم بايواجبات زوجيـة .. حتى انني قررت ان اناصفه ايجار المنزل والطعام .
وان يقوم كلاً منا بخدمة الاخر ..
وبرغم محاولاته في ارجاعي عن هذا القرار الا ان اصراري كان اكبر .. 
كنت قد مللت وجوده وهدوءه وحبه ايضاً دون ان يلقي به مقابل يساويه المقدار .. 

وذات ليلـه . وجدته بجواري في ذات السرير يتحسس جسدي ويهمس باسمي بصوت عذب . 
شعرت حينها بذبذبات تسري في عروقي ..
ولكني اقفت بصورة جامحة ومرته بان يغادرالغرفة بصورة جادة .. 
تركني .حينها دون حرف ..
وتوقعت حينها على سريري . ضميري يؤنبني . 
وقررت حينها ان نفرق بصورة جدية وان يكون الطلاق هو لحل الانسب . 
لم تتردد حينما صارحته بهذا القرار وقال ليعليك مغادرة البيت وستصلك ورقة الطلاق قريباً ..

كان حزنياً جداً .وجه الغائم .يخبرني بأن الطلاق ليس ما يريد .. 
كنت اوضب ملابسي ببطئ شديد . وكأنني اود ان يعدل عن هذا القرار او ان يعطيني اقتراح اخر . 
وبدا شريط ذكرياتي معه يمر . والذكرى تعبث في قلبي وعقلي . 
بدأت اشعر بالاختناق يحلتني ..هل سأغادر هذا المنزل .
عام بأكملـه كان كفيلاً بان يربطني به بهذة العلاقة الوثيقة 

لم ابكي منذ احببت وفراقت حبيبي الاول . لم ابكي ابداً ولكنني الان اشعر برغبة في البكاء . 
كنت اعلل وابرر بطئ بانني لا اجد كل اشيئاي.. 
قال لي هل اساعدك ..
شعرت حينها بأن يتعجل مغادرتي .
حينها بكيت . 
ولم اشعر ان وانا بين احضانه ابكي . 
قال لي بحزن كبير . 
لا تعقدي بانني لم اشعر قط بحبك لي كنت تمثلين .ولكنني كنت اوهم نفسي بانني ساستطيع ان انسيك حبك الاول . 
كنت قد نسيته فعلاً .ولكنني في مرة تعدين على نفسك الذكرى وكأنما تخافين ان تتهمي ذات يوم بالنسيان .لحب كان جداً كبير . 
لم ادري كيف ابرر ولكنني قلت له .. بل نسيته. حينما علمت بانني سوف اخرج من عالمك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق