السبت، 13 ديسمبر 2014

~~~ ودار الزمان~~~"بقلم أنثى"

بالكاد أصغي لصخب حروف صامتة البريق
فوهجها يرتطم بوقتي 
يربط جدائل كلماتي فيتكئ الحرف ..
تتساقط الكلمات هطولاً في ذاتي من حواف الوعي 
الذي يحتويني؛
لحظات استرجعت بها عبق الثواني آنذاك ..ودار الزمان وكدت ان أصبح عاشقة كماوددت لي ...وددت لو امتلكت الشجاعة لأقول لك أني أحبكَ .لقد خانتني لأثبت لك حبي 
همسَ ..ولا أدري مدى الصدق أو الكذب فيما قال:
بثينة ؛أني أكرهُكِ كما كرهت كل من أحببت ..فلا شيء يستحق الألم ..أقسمت أن أنساكِ ..وأهبكِ الحرية ..وسأنتشلك من صميمي كما أريدك أن تفعلي وستفعلي..
لما !!
يشتعل المصير التائه ..
تدوسنا عربات الألم ..فتدمي حروفه السرمدية يوم استباحت مسمعي....فيا آه
آه لو يعلم أن البسمة مني قد سرقت وأن الفرحة مني قد نهبت ..والقسوة الضائعة قد استقرت فيه والحنان الكبير قد غادر كل ما فيه..آه لو يدرك..



توهمته الصباح قد شاغب على أعتاب غرفتي ؛أنا المثقلة بوجعٍ يلهث في حنايا روحي ..
وحدها الذكرى تنعش الدماء في العروق ..
وبابتسامتي لما يلوح في الماضي أدفن دقائق الحاضر..
إنه إحساس فوق أحاسيس البشر ؛فوق أحلام البشر ..رقيق هادىء ينساب بنعومة آسرة وحده ينتشلني من فراشي ؛من براثن أرقي...
وها أنا ألبس التفاؤل معطفاً يدرأ عني ملامح الشفقة ..
أحتسي قهوتي الصباحية بامتنان آه ما ألذها سلمت يداك يا أمي..
- بثينة ما رأيك 
- أمممم ماذا قلت أعيدي 
ربع ساعة وأنا أخاطبك أين كل هذا الشرود؛
لا عليك أمي سأفكر في الموضوع دعي عنك..
أمي الغالية لا تنفك تقول لي: جارتنا تجدك مناسبة لفلان وفلانة أعجبها طبعك وأخرى شكلك ...فما رأيك !؟
الحقيقة مللت بقاء روحي سجينة جسدي الضيق وفي كلامها يلوح لي بعض الأمل ..لكن يا أمي لما توجسك!وكأن بك تستعجلين عمري بل أيامي خوفاً عليها أن تطحنها رحى الزمن كأن بك تستحثين الدعاء لأن يهب لابنتك من يغطي رأسها ويسترها وكأنها عورة ..هوني عليك يا أمي .
بتّ أشك أن حياتنا خلقت لهذا كل هذا!!
لا قنوط من رحمة الله ..وصية لازمت دعائها لي ..فهي الوحيدة من استشعرت المرارة والأسى وهو يعصف بوجداني 


مضى أربع سنوات كافية ليكف جسدي عن الارتعاش كلما صادفني اسمه.. تنفست الصعداء وانا أتعرف على أصدقائي الجدد في أول يوم عمل.وظيفة لطالما حلمت بها، وها أنا على طاولة النقاش في مهاراتي ومسترسلة لا ألحظ إلا الكتيب الذي تناولته عن منضدة المدير .
- فداء ؛ لما تحتاج الاستراحة ؟
- سيدي الكريم أخي أصابه حادث وسأوافيه إلى المشفى.
- رفعت نظري على وقع اسمه الذي يلازمني منذ زمن ،فداء
وتحت وطأة الصدمة أوقعت الكتيب ونهضت بسرعة .
إنه هو ,فداء حبيبي.
كلانا أصابه الجمود، تدخل المدير ..هل تعرفان بعضكما 
لا أدري من تكلم أولاً لكني هممت بالقول أجل ..كلا...
- أستاذي الكريم أعذرني لكني سأغادر الآن .
بسرعة بصوته نعم صوته الذي حفر في جسدها كالوخز
- بثينة بثينة
هل ترد .كانت لحظات ارتباك لم تعهدها قبلاً.
توقفت متلبسة بكل ما يفضح شعورها..
-نعم
ضاقت الدنيا بما فيها فيا آه من هذا القدر الذي أدمن تعذيبي وإيلامي ،لربما صار له أطفال لربما ....
-قطع أفكارها التي ضجت في عيونها 
-كيف حالك
-بخير وأنت
-أنا والحمدلله بخير .
شجن حطم حدود الصمت بين العيون،تلك التي استحالت مسرح احلام ٍ تحتاج أن يقطع أحدهم خيط الحنين الذي امتد فتاه فعبر..

-بثينة أنا مستعجل الآن هل ! أقصد تلفونك.! 
-فداءلا زال رقمي هو نفسه .
غادر 
تثاقلت قدماي فلم تعد تحملاني لكن قلبي خف ثقله حفّت به السعادة فارتجت بكل زواياه ..لما لا أدري! .
وصلت المنزل وعلى ضفاف خيالي ارتسم كل ما تمنيته يوماً ...قبّلت أمي التي أشرقت لسعادتي 
وها أنا كترنيمة صباح يولد لأول مرة احتويت ذاتي..
وأحلامي ذكرياتي وكل ..كل شيء.
رن الهاتف !
ورن أيضاً ..هل أرد وقد أثقلتُ أحلامي بالكثير..رباه أرأف بي.
- مرحباً
- يا أهلاً 
تلعثم الكلام وساد صمت قاتل .
ارتجاج الوقت في أروقة ذاكرتي جعلني أشعر بروحي تتشظى..حتى كانت كلماته
-بثينةهل ارتبطت ؟ هل خطبت؟ أم هل تزوجت !؟
-أجبني أنت أولاً 
-لا لم أفعل . وأنتِ ؟
-لا لايا فداء لم ارتبط بعد 
-لما لا؟
انظروا من يسأل ! 
-مجرد نصيب 
-هل كنت في العمل تبحثين عن وظيفة 
-أجل وقد حصلت عليها للتو.
- كيف أصبح أخوك ؟
-إنه بخيرشكراً لاهتمامك،
اممم حسناً هل نتقابل .
-حسناً.
-بثينة اشتقت لكِ ،إلى اللقاء.
لم تكن تحتاج إلا لهذي الكلمات..لينتشي النور في صدرها..وتغدوا روحها صالحة للإبحار من جديد.


بعد شهرين كانت خطبتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق