الأحد، 7 ديسمبر 2014

الرشفه الاخيرة !

ذات مساء وانا ارتشف فنجان قهوه اسود شأن ايامى .. مع اخر الرشفات .. 


انطفاء الضوء جميعا ً دفعه واحدة .. مزال فى الفنجان المذيد


لا اعرف لماذا شعرت بخوف يغلف مسائى .. لم ادرى لما غافلنى احساس 


بالوحدة فى تلك اللحظه ..


تجاسر ضوء القمر فتسلل خجولا على اطراف اصابعه لينير المكان ..


غافلنى نظرى الى مقبض الباب ورائيته يتحرك ؟ ثم توقف ؟ لم اجد شي 


..حملت فنجانى وخرجت الى فناء البيت...


رفعت الفنجان اخر رشفه 


اذا بصوت بكاء وحنين يشدنى الى غرفتى من جديد .. دفعنى الفضول ان 


اعود ..فانا لا اخطئ هذا الصوت ..


واذا بها هى ..... نعم انها هى .. تلك اليد لا تخطئنى لمساتها .. انها 


حبيبتى التى فارقتنى بالموت ..


.قد يكون الموت وراها عن العيون ..لكنه لم يواريها عن القلب ...فهى هنا


بسر الهوى المكنون


وضعت يدها على يدى فلم ادرى 


هل يدها باردة ام دافئه .. هل هى هنا ام انها ليست معى ..لها نفس البراءه 


والحنان ولكن اليد متثاقله وكانها مجهده ..


ما ان لامست يدها يدى حتى امسكت بيدها وكانى اريد ان استردها من جديد


... امسكت بيدها بكل قوه ...ما ان شعرت ان انفاسها تلفح 


وجهى حتى ذبت فيها فقبلتها و كان الروح عادت اليها من جديد فابتسمت 


...اجل انها هنا وتبتسم ...واضحت شفاهها كتفاحه حمراء شهيه 


وانا اسرعت لامسك زراعها واقبلها واذوب فيها ... وكانى اشكوا لها اياما ً


قاسيه بدونها ..وانا اقبلها رعدت السماء و انتشر الضوء فجاءه


فتهشمت ..ضاعت ..ذهبت لا ادرى الى اين ... 


وبكت السماء ..


بكت 


وبكت 


وبكت


من اجلى ام من اجلها لا اعلم ...كدت اصرخ صرخه تجمع كل عذاباتى فى


فقدناها ...


نظرت حولى غير مصدق .. مبهورا ً ..فلم اجد حولى اى شي ..فتشت هنا


وهنا ...اين ذهبتى ؟؟


كدت اسقط مغشيا ً علي ...ليتك ما عدتى ثم رحلتى ... ترنحت وتمايلت


..وقبل ان اسقط حزنا ُ ...تجمع الهواء من جديد جزيئات فجزيئات 


تشكل شيئ فشيئ واستجمع الرماد نفسه فصار جسدا يتالق بهاء وانوثه .. 


امسكتنى .. فوقفت على قدمى امامها ...طبعت قبله على جبينى 


ثم توارت عنى من جديد ... 


عودى الى هنا ...عودى من جديد ... عودى ..


قالت ساعود لربما بعد شهور ...بعد سنين ...بعد عمر ..


لا اعلم ربما لن اعود ..


شي ما بقى اثره فى غرفتى لم يغادرها منذ حينها ... فمع اطلاله المساء وانا 


ارتشف اخر رشفات فنجان قهوتى الاسود ذاته ...


ينتشر عطرها للخاص ..فاتنفسها عشقا ُ وابتسم لوجودها ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق